بست.. مشروع كهربائي سيضيء آلاف المنازل في اترارزة

تستعد موريتانيا، في بداية النصف الأول من عام 2026، لوضع اللمسات الأخيرة على تنفيذ أحد أكبر مشاريع الكهربة الريفية في تاريخها، ضمن إطار "البرنامج الإقليمي للولوج إلى الكهرباء وتكنولوجيا تخزين الطاقة عبر البطاريات"، والمعروف اختصارًا باسم BEST، الممول من طرف البنك الدولي.

مشروع إقليمي بتمويل دولي

وبحسب تقرير للبنك الدولي اطلع عليه موقع تكنت، فقد بدأ التحضير لهذا المشروع سنة 2022، ويغطي خمس دول إفريقية هي: موريتانيا، السنغال، مالي، النيجر، وكوت ديفوار، في إطار تعاون إقليمي متعدد الأطراف، يهدف إلى تحسين النفاذ إلى الكهرباء في المناطق الريفية، مع التركيز على دمج تقنيات التخزين الحديثة لضمان استقرار الشبكة.

وتبلغ قيمة التمويل المخصص لموريتانيا 90 مليون دولار أمريكي، ويُنفذ محليًا تحت إشراف الشركة الموريتانية للكهرباء (SOMELEC)، من خلال وحدة تنفيذ المشروع UGP-BEST.

ويستهدف المشروع كهربة 481 قرية موزعة على خمس ولايات، هي: اترارزة، لبراكنه، كوركول، كيديماغا، ولعصابة، لتغطية احتياجات نحو 68 ألف أسرة، عبر مد شبكات جهد متوسط ومنخفض، وإنشاء محطات تحويل، وتركيب أعمدة إنارة، واستخدام بطاريات تخزين للطاقة.

فترة التنفيذ والمكونات الفنية

انطلقت التحضيرات الميدانية للمشروع نهاية عام 2024، عقب إعداد خطة إعادة التوطين والتقييم البيئي والاجتماعي، على أن تستمر الأعمال لمدة 18 شهرًا، لتكتمل في بداية 2026.

ويشمل المشروع إنشاء:

•2,966 كلم من خطوط الجهد المتوسط (HTA)

•583 محطة تحويل HTA/BT

•945 وحدة إنارة عمومية

•31 محول عزل كهربائي

•9 بطاريات مكثفة للتخزين

•67,322 توصيلة كهربائية منزلية

اترارزة تتصدر الولايات المستفيدة

تحظى ولاية اترارزة بالحصة الأكبر من المشروع، حيث ستستفيد 113 قرية موزعة بين مقاطعات: روصو، المذرذرة، بتلميت، اركيز، واد الناقة، كرمسين، بالإضافة إلى مركز تكنت الإداري.

وتشمل الأعمال الخاصة بالولاية:

•766 كلم من خطوط الجهد المتوسط

•300 كلم بنظام MALT

•120 كلم من شبكة الجهد المنخفض (BT)

•130 محطة تحويل HTA/BT

•149 عمود إنارة

•9 محولات عزل

•2 بطاريات مكثفة

•15,205 توصيلة منزلية

ويُتوقع أن يسهم المشروع في تحسين ظروف العيش للسكان، وخلق 500 فرصة عمل مؤقتة، منها 10% مخصصة للعمالة المؤهلة.

حصة مقاطعة المذرذرة

منتصف أبريل 2025، بدأت أشغال نصب أعمدة الكهرباء التابعة للمشروع في قرى مقاطعة المذرذرة، انطلاقًا من قرية المبروك التابعة لبلدية تكنت غربًا، باتجاه عاصمة المقاطعة، قبل مواصلة الامتداد نحو اركيز.

وفي 26 يونيو 2024، شهدت مدينة المذرذرة اجتماعًا موسعًا بشأن المشروع، ترأسه السيدة الحاكم المساعد، بحضور عمد بلديات المذرذرة، الخط، تكنت، التاكلالت، وابير التورس، إلى جانب ممثلين عن وزارتي البيئة والطاقة، وفاعلين من المجتمع المدني.

وناقش الاجتماع وقتها تأثير المشروع على السكان، وطرح المشاركون عدة مطالب، من أبرزها توسيع المشروع ليشمل قرى لم تدرج في اللوائح الأصلية، وتشغيل اليد العاملة المحلية بدلًا من الأجنبية.

وأكد ممثلو وزارة البيئة التزامهم بالمعايير البيئية الوطنية والدولية المعتمدة لدى البنك الدولي، لضمان تنفيذ المشروع دون تأثيرات سلبية على السكان أو البيئة.

تعهد رئاسي في طريق التحقق

وتقول الجهات الرسمية إن هذا المشروع يشكل تتويجًا لتعهد أطلقه رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني خلال حملته الانتخابية سنة 2019، حين تعهد بكهربة عشرات القرى في ولاية اترارزة، ضمن رؤية أوسع لتحقيق العدالة الطاقوية وتعزيز التنمية المتوازنة في الريف الموريتاني.

نحو تنمية طاقوية شاملة

ويرى مهتمون بالشأن التنموي أن مشروع BEST يمثل تحولًا نوعيًا في مسار التنمية الريفية بموريتانيا، حيث يسد فجوة حيوية في البنية التحتية للطاقة، ويمنح آلاف الأسر فرصة الوصول لخدمة كهربائية مستقرة لأول مرة.

ومع تقدم الأشغال، يترقب السكان لحظة إضاءة منازلهم بعد سنوات طويلة من الاعتماد على الشموع أو الطاقة الشمسية.

آخر تحديث: 18-05-2025 | 02:54

حرره

عبد الله الخليل

قسم تحرير الأخبار وصناعة المحتوى

قصص ذات صلة

أزمة الكهرباء في موريتانيا... التهرب من الفواتير وسرقة الكهرباء

تحويل "صوملك" إلى كيان أكبر يشمل أربع شركات متخصصة

انقطاع متوقع للكهرباء عن تكنت بفعل أعمال الصيانة

فيديو الأسبوع