لماذا رفعنا شعار "الخيار الآمن" ؟

قبل أيام كنت أتحدث مع صديق لي وهو أحد المعارضين بالفطرة ، وفي ثنايا حديثنا ( في السياسة طبعا ) اعترف أن غزواني هو الخيار الأفضل بين المرشحين السبعة بالنسبة له .

قادني الفضول لسبر دوافع هذا الرأي من شاب عاقل ومتمرس في صفوف المعارضة ويدرك جيدا مبررات مواقفه ، ففوجئت بترديده لعبارة " غزواني هو الخيار الآمن في هذه المرحلة" .

وفي الحقيقة هذا هو ذات الرأي الذي قاد شخصيات ورموز المعارضة لدعم الرئيس غزواني .

لقد أعاد الغزواني تشكيل خارطة الوعي السياسي في البلاد بشكل لافت ، وقاد إلى إصلاح سياسي قد يكون من أهم الإصلاحات التي ميزت مأموريته .

يقول البعض بأن الرئيس السابق قتل المعارضة بينما يذهب البعض الآخر إلى مبررات تتعلق بشيخوخة هذه المعارضة وتكلس خطابها ، وفي الحالين يتفق الجمهور العام بأن المعارضة وصلت للعام 2019 وهي في حالة احتضار مؤسفة .

وفي الأشهر الأول من مأمورية الرئيس غزواني اتضحت استراتيجيته فيما يتعلق برد الاعتبار للمعارضة ضمن فضاء سياسي متنوع وتشاركي .

وفي المقابل أظهر قادة المعارضة التقليدية نضجا سياسيا ووطنيا حين عبروا عن موقفهم الواعي بإكراهات المرحلة وخصائصها ، وبددوا مفهوم " المعارضة للمعارضة " الناتج عن طول المواجهة مع الأنظمة السابقة والذي خلق مع الوقت نموذجا ذهنيا عن عدم واقعية هذه المعارضة وعدم استحسانها لأي نظام حاكم .

 

والحقيقة أن شخصيات مثل أحمد ولد داداه ومسعود ولد بلخير ومحمد ولد مولود و جميل منصور إضافة لشخصيات وازنة ومؤثرة مثل محمد محمود ولد لمات ومنى بنت الدي وزينب بنت التقي وعبد الرحمن ولد ميني وعبد الرحمن ودادي وعمر الفتح و محمد غلام وغيرهم ممن يضيق المقام عن ذكرهم ، لا يمكن أن ينسوا تاريخهم النضالي العظيم في مواجهة الأنظمة ولا يمكن أن يتهموا في مواقفهم ولا مبادئهم .

لكن أداة الترجيح السياسي كانت ناضجة في البلاد بما يكفي لمعرفة الأنماط والأساليب التي كانت تحكم البلاد مقارنة بأسلوب الرئيس غزواني  .

لقد استطاع غزواني كسب ثقة العقلاء كل بحسب دوافعه ..

فهناك من اعتبروا مشروع غزواني ممثلا لقناعاتهم وبالتالي اعتبروا أنفسهم شركاء في هذه المرحلة .

وهناك من أبهرهم أداؤه خاصة في المجال الاجتماعي ( المنتمون لليسار بكل أطيافه ، قوميين وكادحين وحقوقيين ) .

وهناك من يقف منه موقف صديقي المعارض كخيار آمن وحيد ضمن الخيارات المنافسة .

أما من حيث دوافع هذا التصور فمنها ما يتعلق بأداء غزواني في المأمورية المنصرمة ومنها ما يتعلق بشخصيته هو ، وهناك تداخل كبير بين الدافعين .

فالدافع الأول هو دافع لحظي يتعلق بأداء مريح في المأمورية الأولى و ينتظر أن يؤدي إلى نتائج مريحة في المأمورية المنتظرة والدافع الثاني هو دافع استراتيجي يتعلق بخبرات وتكوين غزواني كخبير أمني وعسكري قبل أن يكون مجرد مرشح للرئاسة .

فالمرحلة التي تهتز فيها المنطقة وينفرط عقدها الأمني ويصل للحكم شباب مندفعون إلى قاموس تحدي العالم وطرد الشركاء والتحرش الأمني والاستعراضات الثورية ، ستكون موريتانيا بحاجة ماسة وبالدرجة الأولى إلى الخبرة العسكرية والأمنية إضافة إلى الهدوء والحكمة والعلاقات الدولية القوية .

وكل هذه الصفات ، لا أقول أنها تجتمع في المرشح غزواني حصرا دون غيره ، بل لا تتوفر منها صفة واحدة في أي من منافسيه .

لذلك كانت عبارة " الخيار الآمن" هي العبارة الأكثر قدرة على توحيد صف العقلاء وراء المرشح .

ولذلك أيضا رفعنا شعار "غزواني يوحدنا"

محمد أفو 13ـ06ـ2024

آخر تحديث: 13-06-2024 | 21:45

حرره

عبد الله الخليل

قسم تحرير الأخبار وصناعة المحتوى

قصص ذات صلة

قنصل موريتانيا الفخري في حلب يهنئ الغزواني على انتخابه

أبرز الوجوه والفعاليات التي حضرت مهرجان الغزواني في اترارزة

أبرز ما ورد في خطاب الغزواني أمام أنصاره في ولاية اترارزة

فيديو الأسبوع