سكان حي بأكمله أرغموا على الرحيل عن منازلهم الواقعة في قلب مدينة تكنت، حاملين معهم مصابين بالصداع المزمن وأمراض مرتبطة بالسمع والجهاز التنفسي، فيما لا يزال بعضهم يواصل علاج هؤلاء المرضى.
إنها قصة معاناة الحي المجاور لمحطة الشركة الموريتانية للكهرباء في تكنت، فرغم وعود السلطات الإدارية على مستوى المركز والمقاطعة والولاية بإبعاد المحطة، يمر العام الثاني عشر دون أن يُرفع الضرر عن هؤلاء السكان.
من مولد وحيد إلى اثنين
تقع محطة شركة صوملك في قلب مدينة تكنت على مساحة بطول 30 مترا وعرض 10 أمتار، دون أن يفصلها شارع عن المنازل المجاورة.
ومع أن المحطة بدأت عملها قبل أكثر من عقد من الزمن بمولد كهربائي وحيد يعمل خلال ساعات محدودة في اليوم، فقد أصبحت تعمل طيلة 24 ساعة يوميا بسبب تزايد الكثافة السكانية بالمدينة، كما استجلبت في فترة لاحقة مولدا ثانيا أكبر، قبل أن تقرر مؤخرا تشغيل المولدين الكهربائيين معا في الوقت نفسه، وهو ما أجبر السكان على هجر الحي بسبب الصوت المزعج والدخان المنبعث من عوادم المولدين الكهربائيين.
الإمام ولد سيدي أحد أبناء الأسر المتضررة يوضح لموقع تكنت أن ذويه أعاروا الأرض لشركة الكهرباء بطلب من الحاكم الأسبق الذي تعهد بنقل محطة الشركة قريبا إلى خارج المدينة، مؤكدا توقيع اتفاق مكتوب بهذا الخصوص.
ويضيف ولد سيدي أنه لم يعد بإمكان سكان الحي الاستقرار في منازلهم، كما لم تعد صالحة للإيجار، وهو ما أدى إلى أضرار بالغة لملاكها.
أما محمد سالم ولد أبغش فيستعرض قائمة أسر في الحي تعرض بعض أفرادها لأمراض مختلفة بسبب التأثيرات الصحية للمولد الكهربائي، مشددا على أن الأمر لم يعد يطاق.
مطالب ووعود في الانتظار
خلال العقد الماضي نظم سكان الحي الواقع في قلب مدينة تكنت العديد من الأنشطة الاحتجاجية للفت انتباه الجهات المعنية إلى معاناتهم، وسلموا إلى الحاكم قائمة بأربعين أسرة متضررة لإحالتها إلى والي الترارزة، فيما يقول الأهالي إن الوعود التي يتلقونها من حين لآخر برفع الضرر عنهم ظلت حبرا على ورق.
وفي يناير الماضي وعلى هامش زيارة لمدينة تكنت، تعهد المدير الحالي لشركة صوملك الشيخ ولد ابده بتسوية الأمر في غضون شهر واحد، وتقول المعلومات التي حصل عليها السكان إن الوالي خصص قطعة أرضية للمحطة شمال المدينة إلا أن "عراقيل غير مفهومة" لا تزال تؤخر التنقل إليها.
ويلفت ولد سيدي إلى أن تكنت أصبحت من بين المدن الكبيرة نسبيا، ومع وجود المولد في قلب هذه المدينة فإن أي حريق ـ لا قدر الله ـ في مخزون الوقود بالمحطة سيؤدي إلى أضرار كبيرة جدا، خصوصا في ظل غياب أي فرقة للإطفاء.
وبدوره يشير ولد أبغش إلى أن الأضرار الناتجة عن وجود محطة الكهرباء في قلب المدينة تتجاوز سكان الحي المجاور لها إلى سكان المدينة بصفة عامة، داعيا إلى الإسراع في تحويلها إلى خارج تكنت.
هاشتاك مدينة تكنت الكهرباء
قسم تحرير الأخبار وصناعة المحتوى