دقيقة مع الحق قبل أن يتجاوز الحزام الطبيين!

أفلت شمس هذا المساء على بعض التعليقات التي لم تغن أصحابها الحقائق الدامغة التي يرونها تتجسد أمامهم يوميا فسلكوا مسلكا تجسدت فيه كل الأخلاق التي يمكن تمييز الإنسان المضطرب بها عن الإنسان السوي.

إن الحديث الذي تحده سفاهة " ثالوث الظلام "  والمنتشر بقوة في هذا الفضاء ليس فريدا ولا بدعة، لأن العامل الذي أنتج تلك السلوكيات المضطربة، غنيمة خبيثة لانتصار الشر على الخير عند الإنسان كما عهد إبليس على نفسه ذات معصية بين يدي رب العالمين، ولن ينتهي أبدا مادام في الأرض مصلحون.

فليس من العدل إذن  - ونحن ندرك ذلك – أن نلتمس حقيقة أي شيء كان من أشخاص مجهولين لا يعرف منهم إلا ما يزيدهم نكرة سيما في تفاصيل الماديات، ولكن علينا أن نأخذ بعين الاعتبار ما دونته صفحات المدونين الذين كرسوها لمعانات الفقراء هناك ولنستجوب أصحاب الرأي السليم الذين تعرفهم المذرذرة ويعرفونها أيام سرائهم وضرائها ولنتوقف عن إدخال النكرة مظان التعريف.

ثم علينا أن نتأمل قليلا في الجهات التي استغلت الموضوع وحالة الجدل التي أحدثتها، والأشخاص الذين قاموا بتقديم تفسيرات مغلوطة لمضمون البرنامج من أجل إطلاق شرارة تلك الفتنة، حينها سنعلم سلاح من هذا؟ ولجان من هذه؟ وأسلوب من هذا؟ فليست هذه إلا جزء من تلك الحملات المغلوطة التي كثرت في السنين الماضية والتي أثرت على حياة الناس هناك، فلا تحتاج إذن عمق التأمل لإدراك خلفياتها، فالناس تعلم من دأب على تقديم تأويلات مغلوطة وتفسيرات مكذوبة واقتطاع الكلام من سياقه لتشويه الصورة العامة وصناعة الفتن، فقد فعلت من قبل مع تصريحات لمسؤولين حكوميين هناك وسال فيها حبر كثير ثم طالت كبار الدعاة وجهابذة العلماء ومشايخ التصوف حتى قال منصف: من لم يذمّ من طرفهم فهو ناقص..!

أما الهدف من كل هذا فهو جلي بين سطور كتاباتهم وفواصل أحاديثهم متمثلا في ضرب استقرار المجتمع التقليدي وما تعاهد عليه من خلق نبيلة وتكسير هيبة رموز الدين كوسيلة لذلك والترويج لفكرة العنصرية والطبقية، كأداة سحرية في يد بعض السياسات القاصرة، وفى ذات اللحظة تشويه صورة هيئة وطنية قدمت الكثير لضعفاء الوطن من خلال رعاية الأيتام وسقاية الناس وعمارة المسجد والأرض، وطالما ظلت وطنية شريكة وداعمة  للدولة في مسيرتها التنموية ومشروعاتها الكبرى.

 

ولكن هل نحتاج هنا إلى إعادة فهم الموضوع؟ أم إلى إعادة كشف الحملة المضادة؟ 

واقع الأمر أن برنامج "قلبي اطمأن" جسَد قيـم التآزر والتآخـي والتعـايش بين المسلمين في حلقات تعد مواضيعها من طرف لجنة منتخبة لهذا الغرض ويتم اختيار المستفيدين منها بالتعاون مع بعض الهيئات محل الثقة في العالم العربي والإسلامي، وهذا ما كان بالتعاون مع هيئة طيبة في بلادنا والتي حزت في المفصل من خلال عرض عدة خيارات على لجنة الإعداد، التي اختارت من بينها هذين المستهدفين وهي التي حددت سلفا موضوع الحلقة عن المتقاعدين في سلك التعليم وجاء اختيارهم وفق معايير حددتها اللجنة المذكورة.

جاء "غيث" ليذكرنا بواجباتنا والتزاماتنا نحو إخوتنا في الإنسانية، فما كان للعقلاء إلا ما فعلوا أن يشكروا طيبة ويباركوا لمن استفادوا رزق ربهم الذي لا تستطيع جنود المخلوقات "وإن تعددت"  رده أو التأثير حتى على سيره وعلى درب العقلاء سار كثيرون من مدركي حقيقة تدخلات طيبة وغيثها الذي لا يتوقف في ربوع الوطن أجمعه.

من خلال هذه العدسة بالضبط يمكننا أن نفكك سر الحملة الممنهجة التي انطلقت بتعليقات بسيطة كعادة الشارع الأزرق عندنا إلى حملة ممنهجة تهدف إلى إشعال فتنة طبقية، زادها السفاهة وخلفيتها صراع ديني سياسي وثقافي قديم لا يستفيد الفقير منه شيئا ولا يمثله وهنا تصبح وقفة التأمل في الموضوع والتفكير في مصيره والتدبر في حيثياته واجبة على العقلاء ومطلبا عند البسطاء.

لذلك لا أحاول هنا مصادرة الآراء أو الرد على النقد العقلاني ولكن لإظهار الفرق الجلي بين النقد والحملة الممنهجة التي تستهدف رموزا وجهة معينة ثم تتضخم لمنع الناس أرزاقهم.

حفظ الله الدكتور العلامة الصوفي وزاده في العلم والجاه كما هو في مجتمعه وزاد شيخنا الشيخ أمين قبولا وأعانه على جلب المنافع ووفقنا في هذا الشهر الفضيل لاتباعهم والسير على خطاهم إنه ولي ذلك والقادر عليه وليعذرني مشايخي على ورود أسمائهم في هذه السطور ولكن أردت أن يخلع بعضهم نعله بالواد المقدس.

 

الداه ولد الفتى

آخر تحديث: 06-05-2020 | 23:08

هاشتاك الداه ولد الفتى

شارك

حرره

عبد الله الخليل

قسم تحرير الأخبار وصناعة المحتوى

قصص ذات صلة

ولد الفتى يكتب عن زيارات الرئيس و"تسابق" أطر اترارزة

يا أيها الرئيس إذا جاءك الـ.../ الداه ولد الفتى

عزيز.. وهواجس ليلة التوقيف/ الداه ولد الفتى

فيديو الأسبوع