العلامة أحمد الكريم بن المختار بن زياد الحاجي، المولود عام 1937 في “انفراگ” جنوب أيشاي، نشأ في بيت علم راسخ، يمتد نسبه إلى السلسلة الأنصارية الخزرجية.
فقد والده صغيراً، فتلقّى تعليمه الأول على يد عمّاته، ثم تنقل بين حلقات كبار علماء المحظرة، حتى تخرّج على شيوخها البارزين، وفي مقدمتهم العلامة المختار بن باب بن حمدي، الذي قرّبه وزكّاه وقدّمه للإمامة والتدريس.
شكّل مساره بين محاظر الكيلومتر 14 والفتح وزمزم وبئر السعادة، ثم نواكشوط، ركيزةً لخدمة العلم والناس؛ إماماً ومربّياً ومرجعاً اجتماعياً. فقد كان مقدّماً في الجنائز وعقود النكاح، ومرشداً أخلاقياً حفظ قيم المجتمع في مرحلة تحولات ثقافية واسعة. انتفع به رجال ونساء وأجيال كاملة تلقت عنه القرآن والفقه والنحو والسيرة.
اتسم الشيخ بزهد وورع وتواضع نادر، مبتعداً عن الوظائف الرسمية والأضواء، محافظاً على الفتوى المتأنية الرحيمة، وخُلُق الخدمة ومواساة المحتاج وزيارة المرضى وصلة الأرحام. وقد ظلّ ثابتاً على المنهج المحظري الأصيل: مالكيّ المذهب، أشعريّ العقيدة، راسخ الانتماء لتقاليد المحظرة في التدريس والتحرير العلمي.
لم يكن الشيخ مربيًا فحسب، بل ترك إنتاجاً علمياً متماسكاً، أبرزُه:
كان بيته بعد انتقاله إلى نواكشوط محطةً لطلاب العلم والباحثين والمستفتين، وظلت له الصدارة في الإمامة والصلوات على الجنائز، بما يعكس مكانته العلمية والاجتماعية.
انتقل الشيخ أحمد الكريم بن زياد الحاجي إلى رحمة الله فجر السبت 7 ديسمبر 2025، الموافق 16 جمادى الآخرة، بعد عمرٍ قضاه في العلم والتعليم وخدمة المجتمع.
ترك إرثاً علمياً وروحياً جعله في مقدمة العلماء الذين حافظوا على أصالة المحظرة وبهائها.
رحمه الله رحمة واسعة، وجعل علمه النافع في ميزان حسناته.
هاشتاك معالم وأعلام أعلام أحمد سالم زياد
قسم تحرير الأخبار وصناعة المحتوى