المهاجرون في موريتانيا...تخوف رسمي وأزمة منتظرة

تشهد موريتانيا منذ سنوات تزايدًا ملحوظًا في أعداد المهاجرين الأفارقة الذين يتدفقون إليها من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، بحثًا عن فرص اقتصادية وأحلام حياة جديدة. فمع تحولات الأوضاع الاقتصادية والسياسية في العديد من الدول الأفريقية، أصبحت موريتانيا بوابةً أساسية للعديد من المهاجرين الساعين نحو حياة أفضل أو المتوجهين نحو أوروبا عبر المحيط الأطلسي.

أعداد متزايدة..

خلال حديثه في في مؤتمر دولي حول الهجرة أكد وزير الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوك أن موريتانيا تحتضن أكثر من 250 ألف لاجئ مالي في مخيم "مبرة" على الحدود الموريتانية المالية، كما تستضيف ما بين 350 و400 ألف شاب مهاجر من دول الساحل منتشرين في أنحاء البلاد.

 ولد مرزوك نبه خلال افتتاح مؤتمر المانحين لدعم اللاجئين في الساحل وحوض بحيرة تشاد قبل أيام أن أعداد الشباب الذين تستضيفهم البلاد من دول الساحل يعادل نحو 10% من إجمالي السكان.

وتحدث أيضا عن توجيه نسبة كبيرة من موارد القوات الأمنية في موريتانيا لإدارة تدفق اللاجئين والمهاجرين، مما يؤثر بشكل مباشر على القدرة على الاستجابة للتحديات الأمنية الأخرى على حد قوله.

تخوف رسمي..

وزير الدفاع الموريتاني، حنن ولد سيدي، قال إن تدفق اللاجئين على الأراضي الموريتانية وصل إلى عتبة حرجة.

ولد سيدي قال هذا خلال حديث له مع وزيرة الدفاع الإسبانية، مارغريتا روبليس، وفق إيجاز نشره حساب الجيش الموريتاني على الفيسبوك.

وأشار إلى أن الوضع الأمني في منطقة الساحل مستمر في التدهور، وانعدام الأمن والاستقرار الاجتماعي والسياسي. والتأزم الاقتصادي، مما يعرض الأمن والسلام للخطر على المستوى العالمي والإقليمي والقاري، وفق ما أورده إيجاز الجيش.

لماذا موريتانيا

تأتي موجات المهاجرين الأفارقة إلى موريتانيا مدفوعة بعدة عوامل، منها تردي الأوضاع الاقتصادية وانتشار البطالة وتزايد النزاعات في دول مثل مالي، السنغال، غينيا، وساحل العاج. يسعى هؤلاء المهاجرون إلى الاستقرار والعمل في موريتانيا أو استخدامها كنقطة عبور باتجاه أوروبا. كما تُسهم سهولة الانتقال عبر الحدود البرية المشتركة، وسياق العلاقات الثقافية والجغرافية المتشابكة، في جعل موريتانيا وجهة جذابة لهؤلاء المهاجرين.

التحديات و المهاجرون

رغم الآمال الكبيرة التي يحملها هؤلاء المهاجرون، فإنهم يواجهون العديد من الصعوبات والتحديات في موريتانيا. تتنوع هذه التحديات بين محدودية الفرص الاقتصادية ومشاكل الاندماج الثقافي والاجتماعي. يعاني العديد من المهاجرين من ظروف معيشية قاسية، ويعملون في وظائف غير رسمية وبأجور منخفضة تجعلهم عرضة للاستغلال. كما يُعتبر الوصول إلى الخدمات الأساسية كالتعليم والرعاية الصحية محدودًا بالنسبة لهم، مما يزيد من معاناتهم.

على صعيد آخر، يسود قلق بين بعض السكان المحليين إزاء تزايد عدد المهاجرين، معتبرين أن تدفقهم يخلق ضغوطًا إضافية على البنية التحتية والخدمات. ومع ذلك، يظهر الجانب الإنساني والتضامن الاجتماعي أيضًا في مواقف الكثيرين الذين يعملون على دعم هؤلاء المهاجرين ومدّ يد العون لهم.

سياسات حكومية

تبذل الحكومة الموريتانية جهودًا للتعامل مع هذه الظاهرة بطرق متعددة، حيث وضعت سياسات لتنظيم الهجرة، بالتعاون مع المنظمات الدولية، لتوفير الدعم للمهاجرين وضمان حقوقهم الأساسية. ومع ذلك، لا تزال التحديات قائمة، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى تعزيز تلك السياسات ووضع استراتيجيات بعيدة المدى تسهم في تحسين أوضاع المهاجرين وتسهيل اندماجهم.

قضية معقدة

يبقى موضوع الهجرة الأفريقية إلى موريتانيا قضية معقدة تلامس الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتفرض على الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية تحديات متعددة. ومع استمرار تزايد أعداد المهاجرين الأفارقة، يظل السؤال المطروح حول قدرة موريتانيا على إدارة هذا التدفق وتحقيق توازن بين تلبية احتياجات المهاجرين من جهة، وتلبية متطلبات مواطنيها من جهة أخرى.

آخر تحديث: 01-11-2024 | 13:07

هاشتاك الهجرة السرية

شارك

حرره

محمد الأمين أحمد

محرر أخبار وصانع محتوى تفاعلي بتكنت منذ مايو 2024

قصص ذات صلة

مقتل موريتاني في المكسيك أثناء طريق هجرته للولايات المتحدة

البرازيل تدفن جثث اللاجئين التي عثر عليها في قارب موريتاني

العثور على جثث 40 مهاجرا على الشواطئ الموريتانية

فيديو الأسبوع