وفاء لمسيرة الفقيد الزاخرة ، فنحن مطالبون كلا من موقعه بأن نتحرر زرافات ووحدانا من سكرة الصدمة وهول المصاب الذي لف الفضاء الترارزي وغمره حزنا ، لنقدم شهاداتنا في هذه الأيقونة الذخر والفخر . فالحاضرة الترارزية عموما والحضرة الجيو -اجتماعية خصوصا للفقيد تودعان رجلا لا كالرجال، ومن الطبيعي أن لايمر رحيله مرور الرجال العاديين فليُدل كل بشهادته في فقيد الفضل والعلم والصلاح والنبل - الداه ول محمد عالي الأبهمي - رحمه الله وتقبله عنده في عليين ورفع درجته في المهديين ، ومن موقعي المتأخر في الصف ، المتقدم في مستوى عنفوان وزخم تقدير هذه القامة ،ورغم ضعف وصغر دلائي و قصر رشائي إلا أن انغمار البئر بمعين المآثر الفياض شجعني على أن أنحو هذا النحو معززا بصدق العاطفة وقوة تقدير واحترام الفقيد .
فبرحيل الفقيد الداه تُطوى صفحة عطاء غراء ازدانت علما وأدبا ورزانة وحكمة ، فالحديث عن الراحل ليس حديثا عن شخص عادي ، إنه حديث عن منهج متكامل ، فمسيرة الفقيد ألهمت في كل فنن من أفنانها وفي كل فن من فنونها ذوي الشأن والاختصاص ، فهل نذكر الداه الشاعر أم الداه الأديب أم الداه المتمكن من الرياضيات والفيزياء وعلوم العصر ، أم الداه الفقيه ،أم الداه الإمام ، رجل المجتمع، أم الداه السياسي النبيل ، أم الداه الفتى الإكيدي الذي ظل بذات السنن" الزاووي " الرزين رغم تحولات المجتمع المورتاني وتحوراته المتسارعة ؟ فلا السياسة أخرجته إكراهاتها عن وقاره ولا تسابُق المتزلفين جعله يزاحم على الباب وعلى اللقطة والمشهد، شعره ظل حارسا وفيا لمبادئه ذا باع طويل في الإبداع المتضمخ بالعزة والشموخ والكبرياء، يتشبث بقيم الفقيد الفاضلة وكياسته النبيلة - واستطردت هذه الجزئية من قبيل العرفان للراحل بقوة التماسك أمام قوة الإغراءات وأهوال الوعيد وقوة التمسك بالمبادئ حين تسّاقط الكثيرون وكجزء من شهادة على سياق عام فقد فيه الكل بوصلته وصوابه إلا الدّاه وقليل من العاضين على جمر المبادئ القابضين عليه -سيبقى الداه الشاعر المثقف والفقيه النابه والأستاذ المتمكن ،سيبقى حيا في كل ضمير ينبض بالعزة والفكر والشعر ، فالداه ليس إلا ومضة من ومضات العبقرية البشرية وتجليا من تجلياتها الأخلاقية.
ستبقى حروف اسمه وبصمات وسمه وعناوين منهجه ينبوع عطاء وصفحة غراء ثرة تلهم البشرية.
رحمه الله ،نعزي فيه العائلة والعشيرة الأبهمية ذؤابة الفضل والعلم والصلاح ونعزي فيه كل محبيه وتلاميذته .
د. محمد الخديم جمال
هاشتاك تعزية
قسم تحرير الأخبار وصناعة المحتوى