عرفت الأيام الأخيرة صدور بيانات لعدد من أحزاب المعارضة، حملت حدة وتصعيدا في لغة الخطاب تجاه النظام الحاكم، هي الأولى من نوعها منذ تسلم رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني للسلطة في أغسطس 2019.
ويثير الخطاب المعارض الجديد تساؤلات عديدة عن مستقبل العلاقة بين المعارضة والنظام، والتي تشهد حالة من الانسجام منذ أكثر من عام، وهي الحالة التي جعلت مراقبين يتساءلون: أين المعارضة؟
سياسة الأسلاف القمعية
فقد انتقدت عدة أحزاب معارضة تعامل الأجهزة الأمنية مع احتجاجات شهدتها مدينتا نواكشوط والزويرات خلال الأسبوع الماضي، وحملت السلطات المسؤولية عن ما تعرض له المحتجون من ضرب وتنكيل.
بيان حزب تكتل القوى الديمقراطية الذي أصدره السبت الماضي كان أحد أشد بيانات المعارضة لهجة، إذ وصف نظام الرئيس ولد الشيخ الغزواني بأنه يواصل «سياسة أسلافه القمعية اتجاه الطلاب المتظاهرين والمطالبين بحقوق مشروعة وعادلة».
أما حزب اتحاد قوى التقدم، فقد تحدث عن تعرض أعضاء حراك بيئتي في خطر بالزويرات لعنف غير مألوف، وأضاف أنهم «أخضعوا لجلسة تعذيب جماعية وعمومية، اتسمت بمستوى من العنف والهمجية غير مألوف، رغم ما عرفته بلادنا من أساليب القمع والتنكيل».
من جهته تحدث حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية عن "مشاهد القمع والتنكيل التي تعددت ساحاتها واختلفت مشارب ضحاياها وتوحدت أساليبها الموغلة في التنكيل واحتقار الآدمية والضرب عرض الحائط بكل قيم ومبادئ حقوق الإنسان”.
عام من الهدنة
وتعرف الساحة السياسية الموريتانية حالة من الهدنة بين النظام وأحزاب وقوى المعارضة، وذلك منذ سلسلة اللقاءات التي عقدها ولد الشيخ الغزواني مع قادة هذه الأحزاب والقوى بُعيد تسلمه للسلطة.
ورغم أن قوى المعاضة تحدثت عن حالات تزوير شابت انتخابات يونيو الرئاسية، إلا أن احتجاجاتها سرعان ما خفتت بعد تنصيب ولد الشيخ الغزواني والذي بادر إلى استقبال المترشحين للرئاسة وقادة أحزاب المعارضة في القصر الرئاسي.
وتعززت حالة الهدنة بين الطرفين بعد الاستدعاءات التي بات قادة المعارضة يحظون بها للأنشطة الرسمية الكبرى: ذكرى عيد الاستقلال، مهرجان المدن القديمة…إلخ.
وطيلة الفترة التي تلت استقبال قادة المعارضة في القصر الرئاسي من طرف ولد الغزواني، خففت أحزاب المعارضة انتقاداتها لسياسة النظام، كما غابت عن بيانات حزب الاتحاد من أجل الجمهورية تلك الفقرات التي ظل يخصصها ـ طيلة سنوات العشرية ـ للانتقادات والاتهامات الموجهة إلى أحزاب وقوى المعارضة.
هاشتاك بيانات النظام والمعارضة
مسؤول قسم المقابلات