يعاني قطاع زراعة الأرز في منطقة الضفة هذه الأيام من اجتياح آفات جديدة لمساحات زراعية واسعة في الموسم الجديد، تنضاف إلى تبعات الخسائر التي لحقت بمنتوج الحملة الخريفية الثانية في العام الحالي.
وتثير نتائج الخسائر التي شهدها المزارعون في الحملة الماضية وظهور آفات في الموسم الجديد، مخاوف كبيرة على واقع ومستقبل زراعة الأرز، بحسب مستثمرين وخبراء في القطاع الزراعي.
آفات قيد البحث والتدقيق
يقول المندوب الجهوي للتنمية الريفية بولاية اترارزة خطري ولد العتيق، إن الحملة الزراعية الحالية كانت استثنائية من حيث عدد المساحات المزروعة، وانطلقت في وقت متأخر بالنسبة لبعض المزارعين، وذلك نتيجة لتهاطل الأمطار بشكل مبكر واستمرارها لعدة أشهر.
ويضف أن هذا الأمر حال دون تهيئة الأراضي الزراعية بالشكل المطلوب، حيث بقيت بعض المخلفات الناجمة عن الحملة الصيفية، مشكلة مكانا ملائما لاحتضان القوارض التي تكاثرت بطريقة كارثية، إضافة إلى ذلك لوحظ انتشار كثيف لآفة تسمى بق الأرز (puneuses) ألحقت هي الأخرى أضرارا بالغة ببعض المزارع.
وأوضح ولد العتيق أن هذه العوامل من بين أمور أخرى ناجمة عن التهاطلات المطرية المرتفعة هذا الموسم والنقص في عدد الأيام المشمسة، وهو ما أدى إلى تراجع المساحات المزروعة وترك بعض المزارعين لمزارعهم، مشيرا إلى أن هنالك بعض المناطق الزراعية لم تتأثر بهذه الوضعية كمزارع بحيرة اركيز ومزارع آفطوط الساحلي، ومناطق أخرى.
وقال المندوب الجهوي إن هذه الظواهر والآفات التي تعاني منها المزارع حاليا لا تزال قيد البحث والتدقيق لمعرفة الأسباب الحقيقية التي سببتها وسبل مواجهتها.
وأضاف أن الجهودا الكبيرة التي بذلها المزارعون في مواجهة هذه الآفات كانت في وقت متأخر نسبيا، كما بذلت المندوبية الجهوية جهودا في هذا الصدد، وذلك عبر توزيع بعض المواد الخاصة بمكافحة القوارض.
وطالب ولد العتيق المزارعين بمضاعفة جهود مكافحة هذه الآفات وإطلاق حملة مكافحة ميكانيكية ضد القوارض لأنها وحدها القادرة على الحد من هذه الآفة.
مبيدات لا تكفي
من جهته قال المزارع محمد ولد كواد إن المزارعين قدموا إشعارات للوزارة الوصية وللمندوبية الجهوية للتنمية الريفية على مستوى ولاية اترارزة، قبل انطلاق الحملة الحالية بتهديد آفة الفئران للمزارع وبضرورة مواجهتها.
ويضيف أن الوزارة لم تتخذ أية إجراءات بهذا الخصوص وأنها تجاهلت هذه الآفة والأضرار التي تسببت فيها للمزارعين، قبل أن تعترف بها بعد فوات الأوان، في الوقت الذي افتقد فيه المزارعون للوسائل التي يمكن من خلالها مواجهة الآفات الجديدة، فضلا عن غياب التأطير والتكوين.
وأشار ولد گواد إلى أن كميات المبيدات التي وزعت الوزارة مؤخرا على بعض المزارعين كانت تحت المستوى بكثير حيث تم تخصيص 1 كيلو غرام و1 ليتر من السموم لكل 100 هكتار، بحسب قوله.
مستقبل القطاع الزراعي مهدد
أما عضو اللجنة الاعلامية لحراك مزارعي الضفة أحمد سالم ولد باه اسويدي، فقال إن المساحات الزراعية الواقعة في المنطقة ابتداء من روصو وحتى لكصيبة 2 تضررت بشكل كبير، حيث تشير التقديرات إلى تلف حوالي 80% من محاصيل الأرز للحملة الحالية.
ويوضح أن أسباب هذه الخسائر تعود إلى تكاثر آفة القوارض والفئران بشكل غير مسبوق، إضافة للطفيليات والديدان التي اجتاحت المزارع في هذه الحملة وهي آفات جديدة لم يعهدها المزارعون سابقا.
وأشار ولد باه سويدي إلى أن وزارة التنمية الريفية أرسلت لجنة فنية لدراسة هذه الوضعية بطلب من المزارعين، لكن عمل هذه اللجنة لم تصدر عنه حتى الآن أي نتائج، مضيفا أن المزارعين في حيرة من أمرهم الآن ويحتاجون لمعرفة أسباب هذه الآفات الجديدة وطرق علاجها، وهل هي مرتبطة بالتربة أم بالنباتات؟
ويضيف المزارع ولد باه سويدي إنه إذا لم يحصل تدخل سريع من الدولة تتم من خلاله دراسة الوضعية الراهنة للزراعة وإيجاد الحلول المناسبة لها ودعم المزارعين في مواجهة هذه الخسائر المتتالية، فإن السنة القادمة ربما تكون سنة "بيضاء زراعيا"، على حد تعبيره.
هاشتاك آفات زراعية الأرز
مسؤول قسم المقابلات