تشهد منطقة الكركرات منذ فجر الجمعة هدوءا حذرا، وسط تأكيدات من الجيش المغربي بتأمين المنطقة بشكل كامل، وحديث البوليزاريو عن عمليات قصف وهجوم بالقذائف الصاروخية والرشاشات.
إلى ذلك عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه "حيال التداعيات المحتملة للتطورات الأخيرة"، معربا عن الأسف لفشل جهوده لتجنب التصعيد بالمنطقة.
قصف متقطع وتصعيد خطابي
تعرضت منطقة المحبس والكركرات لهجومات بالقذائف الصاروخية والرشاشات، حسب ما أكدت وزارة الدفاع الصحرواية في بلاغ عسكري صدر مساء اليوم.
ويضيف البيان أن مناطق من الجدار العازل الذي يتمركز خلفه الجيش المغربي شهدت عمليات قصف مساء أمس وليلة البارحة.
ويبعد بعض هذه المناطق مئات الكيلومترات من منطقة الكركرات، ومن بين المناطق التي أعلنت وزارة الدفاع الصحراوية عن قصفها: منطقة لمحبس، ومنطقة أوسرد.
وبينما تؤكد جبهة البوليزاريو أن قصف قواتها ألحق أضرارا في أرواح جنود الجيش المغربي ومعداته العسكرية، لم تتحدث المغرب عن أي خسائر، وشدد الجيش الملكي على أن معبر الكركرات "أصبح في الوقت الحاضر مؤمنا بشكل كامل من خلال إقامة القوات المسلحة الملكية لحزام أمني".
وأعلن الجيش المغربي عبر موقع الفيسبوك عن "أوامر صارمة بعدم التساهل مع أي استفزاز"، وأن "المنطقة الجنوبية تعرف حالة استنفار كبرى"، كما أكد أن "تحريك قوات ثقيلة بالمناطق العازلة سيُقابَل برد صارم من المدفعية الملكية والقوات الملكية الجوية".
أما جبهة البوليزاريو فقد أعلنت اليوم عن مرسوم، وقعه الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي، يتم بموجبه "إعلان نهاية الالتزام بوقف إطلاق النار، الذي نسفه الاحتلال المغربي وما يترتب عليه من استئناف العمل القتالي دفاعا عن الحقوق المشروعة لشعبنا".
هدوء وأشغال لتعبيد الطريق
المعلومات الواردة من الكركرات تؤكد عودة الهدوء إلى المعبر منذ فجر يوم أمس الجمعة بعد العملية العسكرية للجيش المغربي، حيث تم إجلاء المدنيين الصحراويين المحتجين، وفق ما أكدت البوليزاريو.
وتداولت وسائل إعلام مغربية صورا لجرافات وآليات أشغال أمام بوابة المعبر، فيما نقلت عن مصادرها أن الأشغال بدأت في تعبيد طريق مسفلت يمر من الكركرات باتجاه الحدود الموريتانية، وهو الطريق الذي بدأت المغرب في تشييده عام 2016، لتستقدم البوليزاريو قواتها لمنعه.
ووفق وسائل إعلام مغربية، فإن آليات الأشغال بدأت اليوم السبت (14 نوفمبر 2020) إزالة الآثار التي خلفها المحتجون الصحراويون في الكركرات، فقد تم تخريب الطريق الرملي الذي يمر من المنطقة، وهو ما وثقه المحتجون في مقاطع فيديو تم تداولها خلال الأسابيع الأخيرة.
كما يتداول ناشطون بمواقع التواصل الاجتماعي صورا من تجمعات العالقين في المعبر، وسط حديث عن السماح بحركة العبور.
مسؤول قسم المقابلات