تجددت صباح اليوم الأربعاء (21 أكتوبر 2020) أزمة معبر الكركرات الحدودي مع موريتانيا، حيث احتشد مواطنون صحراويون لإغلاق المعبر وأوقفوا حركة عبور السيارات في الاتجاهين الشمالي والجنوبي.
وتكررت عملية إغلاق المعبر عدة مرات خلال السنوات الأربع الأخيرة، بدعم وحماية من قوات جبهة البوليزاريو، وسط مخاوف من تطور الأزمة المستجدة إلى صدامات مسلحة مع الجيش المغربي تنهي اتفاق السلام الموقع بين الطرفين عام 1991.
دعوات للتصعيد وقلق أممي
وتداول ناشطون صحراويون في الأسابيع الأخيرة دعوات للاحتشاد في الكركرات وفرض إغلاق نهائي للمعبر الذي يشكل شريانا اقتصاديا للمغرب حيث تعتمد عليه في تصدير البضائع المختلفة إلى عدد من الدول الإفريقية، إضافة إلى دوره في الربط بين قارتي إفريقيا وأوروبا.
وتزامنت هذه الدعوات مع رسالة وجهها زعيم البوليزاريو إبراهيم إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، طالب فيها بإجراءات ملموسة وجادة تمكن الصحراويين من تقرير مصيرهم عبر "التنفيذ الصارم لخطة السلام".
وأعلنت الأمم المتحدة عن توصلها بمعلومات حول التخطيط الصحراوي لإغلاق المعبر من جديد، وعبر نائب المتحدث باسم الأمين العام فرحان حق أواخر شتمبر الماضي عن قلق المنظمة من التصعيد في المنطقة، مضيفا: "لا تجوز إعاقة حركة المرور المدنية والتجارية العادية، ولا ينبغي اتخاذ أي إجراء قد يشكل تغييراً في الوضع الراهن للقطاع العازل".
ونقلت وسائل إعلام مغربية أن المفتش العام للقوات المسلحة الملكية في المنطقة الجنوبية، الجنرال دكوردارمي عبد الفتاح الوراق، أدى رفقة كبار المسؤولين العسكريين زيارة تفقدية للجدار الأمني، تزامنا مع التصعيد الصحراوي الجديد.
مشروع الطريق فجر الأزمة
وتعود أزمة الكركرات الجديدة والتي بدأت في 2016 إلى مساعي المملكة المغربية لبناء طريق مسفلت بطول ست كيلومترات للربط بين نقطة العبور (بئر كندوز) ونقطة العبور الموريتانية المعروفة بنقطة 55 شمال نواذيبو، ونشرها بالتزامن قوات عسكرية في المنطقة نفذت عمليات ضد من وصفتهم المغرب بالمهربين.
فقد اعتبرت جبهة البوليزاريو أن الخطوات المغربية تمثل انتهاكا لاتفاق مطلع التسعينات الذي نص على أن الكركرات تعتبر منطقة منزوعة السلاح، وحشدت قوات عسكرية بها وأوقفت شاحنات بضائع مغربية، وشددت على أن المملكة المغربية تتحمل كامل المسؤولية عن أي احتكاكات عسكرية قد تشهدها المنطقة.
كما نشرت الجبهة مطلع 2017 صورا ومقاطع فيديو تظهر أمينها العام إبراهيم غالي على شواطئ المحيط الأطلسي في أقصى الجهة الغربية من الكركرات، وهو في زي عسكري رفقة عدد من القادة والجنود المسلحين، ويظهر خلفهم علم (الجمهورية الصحراوية).
من جهتها أعلنت المغرب عن سحب قواتها من الكركرات وأوقفت عملية بناء الطريق، ودعا الملك محمد السادس في اتصال مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف ما أسماها استفزازات البوليزاريو حفاظا على اتفاق وقف إطلاق النار.
قسم تحرير الأخبار وترجمة المحتوى