«هل كنت بحاجة إلى من يبذل لي جهدا؟!»، «أبي من عمال اسنيم، ولم أحصل على أي مساعدة من الشركة»، «تقدمت بطلب منحة إلى اسنيم دون جدوى»… هكذا علق متفوقون في الدراسة وأبناء عمال بالشركة الوطنية للصناعة والمناجم على تبرير شخصيات عامة لامتيازات حصل عليها أبناؤهم من الحكومة والمؤسسات الكبرى.
وعجت صفحات الفيسبوك الموريتاني في الأيام الأخيرة بتدوينات يروي أصحابها قصص معاناة واجهوها وصعوبات اعترضت طريقهم في الدراسة وعلى أبواب التوظيف.
من ميفرما إلى اسنيم
المدون محمد بوي ولد عبد الله يقول إن والده، رحمه الله، عمل بشركة ميفيرما قبل أن تؤمم ثم عمل في اسنيم حتى تقاعد، ليقضي لاحقا سنوات طويلة وهو يتعالج في السنغال على حسابه الخاص حيث لم يحصل على تأمين صحي من الشركة.
ويضيف أنه وإخوته ومثلهم آلاف من شباب مدينة الزويرات ورغم تفوقهم في الباكلوريا وفي التخصصات الفنية والتقنية أكملوا دراستهم بالخارج على حسابهم الخاص «بجهود ذاتية وفي ظروف صعبة، دون أبسط معونة أو منحة من طرف الشركة العملاقة».
النائب البرلماني محمد الأمين ولد سيدي مولود قال في تدوينة بصفحته على الفسيبوك: «أغلب المستفيدين من التعيينات هم من أبناء النافذين سلطويا وسياسيا واجتماعيا، وأغلبهم لا تنطبق عليهم المعايير القانونية، مع وجود من تنطبق عليهم هذه المعايير في القطاع من ذوي الكفاءات المكتتبين في مسابقات الوظيفة العمومية».
أما المدون أحمد سالم امبخوخة فقد علق قائلا: «مواطن vip و مواطن ابن العامة، هذا ما جعل شباب الوطن يقول #اعريلي_بوووك
يا اهل #الفساد لكم يومكم».
تبريرات أثارت الفضول
الرئيس السابق لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية والقيادي الإسلامي محمد جميل ولد منصور، والوزير السابق سيدي محمد ولد محم أثارا فضول المدونين بتبريرهم لامتيازات حصل عليها بعض أبنائهما.
فقد برر ولد منصور تعيين ابنه صلاح مفتشا بوزارة المالية، حيث وصفه بأنه من «محيط أسري تغلب فيه البطالة»، مضيفا أنه «بذل جهودا وبذلت له ليتولى وظيفة قد يصلح لها وربما يفيد فيها».
بينما كشف مدونون أن الوظيفة التي تم تعيين ابن القيادي الإسلامي فيها مقصورة بنص المرسوم رقم 2005/135 على موظفي وزارة المالية خريجي المدرسة الوطنية للإدارة.
أما ولد محم فقد أكد هو الآخر حصول ابنته زينب التي تدرس بفرنسا على مساعدة قدرها 6000 يورو مقدمة من الشركة الوطنية للصناعة والمناجم، مشيرا إلى أن تقديم الشركة لمنح وإعانات لصالح الطلاب ليس سرا.
وأضاف: «على الشركة التي قدمت الإعانة يقع عبء تبرير ذلك، وتبرير آلاف المنح التي صُرفت لآلاف الطلاب خلال عقود عديدةً، رغم أن أبناءنا ودراستهم كانوا أحقَّ وأولى بتلك المليارات».
قسم تحرير الأخبار وترجمة المحتوى