افتتح حزب اتحاد قوى التقدم مساء الجمعة (28 أغشت 2020) مؤتمره العادي الرابع، وسط توقعات بأن تصدر عن هذا المؤتمر قرارات مصيرية بفصل عدد من قادته ونجومه في الإعلام والسياسة والبرلمان.
ويتزامن انعقاد المؤتمر مع بلوغ أزمة الحزب ذروتها بين جناح الرئيس محمد ولد مولود وجناح الأمين العام المصطفى ولد بدر الدين الذي وصف المؤتمر بالمهزلة في بيان صادر عنه الأربعاء الماضي.
مؤتمر التوضيح والتجديد
عنوان المؤتمر الذي اختارته اللجنة التحضيرية لا يخلو من إشارة إلى توجه قيادة الحزب لتعزيز قراراتها السابقة بتعليق عضوية عدد من القادة المناوئين لسياسة الرئيس ولد مولود.
ولد مولود شدد في خطابه بمناسبة افتتاح المؤتمر مساء الجمعة على أن الأزمة باتت من الماضي، متهما مناوئيه بأنهم خلقوا بؤرة للتوتر والانقسام داخل الحزب، وهو ما اعتبره مراقبون تأكيدا للتوجه نحو فصل المعنيين.
ويتوقع أن تشمل قرارات الفصل المرتقب أن يعلن عنها في البيان الختامي للمؤتمر غدا الأحد، النائب البرلمانية خديجا مالك جالو وهو ما يعني مغادرتها للمنصب البرلماني لصالح نائب جديد عن الحزب.
كما يتوقع أن يشمل الفصل الأمين العام للحزب والنائب البرلماني السابق محمد المصطفى ولد بدر الدين، الذي يتزعم القيادات المناوئة لرئيس الحزب محمد ولد مولود.
وتعتبر خديجا وولد بدر الدين أبرز أيقونات الحزب السياسية والإعلامية خصوصا عبر مداخلاتهم في الجلسات العلنية لبرلمان 2006، وغادرا المنصب إثر مقاطعة الحزب لانتخابات 2013، قبل أن يعاد انتخاب خديجا عام 2018.
وسبق للمكتب التنفيذي لحزب الاتحاد قوى التقدم أن أصدر قرارات بتعليق عضوية عدد من قادة جناح ولد بدر الدين من بينهم النائب خديجا مالك جالو، إضافة إلى فصل آخرين.
أزمة بمظاهر عديدة
وعرف حزب اتحاد قوى التقدم خلال السنوات الأخيرة أزمة حادة بين جناحي ولد مولود وولد بدر الدين، وهي الأزمة التي ظهرت إلى العلن قبيل انتخابات 2013 البلدية والبرلمانية.
وتفاقمت الأزمة مع انتخابات 2018 البلدية والتشريعية والجهوية وانتخابات 2019 الرئاسية واللتيين تصدرهما تبادل الاتهامات بين الطرفين حول النتائج التي حصل عليها الحزب، كما أدت الأزمة في أكثر من مرة إلى تأجيل موعد انعقاد مؤتمر الحزب.
وتجلت مظاهر هذه الأزمة في بيانات متبادلة شديدة اللهجة، فبينما يعتبر جناح الأمين العام أن سياسة قيادة الحزب أدت إلى تدميره يرى جناح الرئيس أن معارضيه غير منضبطين حزبيا، كما اتهمهم بالعمالة وتبرير "سرقة" النظام لنتائج الانتخابات الرئاسية.
مظاهر الخلاف بين قادة حزب قوى التقدم ذي الخلفية اليسارية تجلت أيضا في مناسبات أخرى عديدة، من أبرزها تخليد ذكرى رحيل القيادي بالحركة الوطنية الديمقراطية سيدي محمد ولد سميدع.
فقد نظم الجناحان مطلع العام الجاري ندوتين منفصلتين لتخليد الذكرى التي دأب أنصار الراحل على تخليدها كل عام لتسليط الضوء على نضال الحركة اليسارية في موريتانيا.
هاشتاك مؤتمر اتحاد قوى التقدم
قسم تحرير الأخبار وترجمة المحتوى