مدونون يبكون أستاذا فلسطينا أقام عقودا ودرّس بموريتانيا

تداول عشرات المدونين الموريتانيين اليوم السبت (08 أغشت 2020) بحزن شديد نبأ رحيل الأستاذ الفلسطيني مازن نجاتي الذي توفي ليلة البارحة في نواكشوط.

وعمل نجاتي منذ مطلع السبعينات أستاذا بالثانويات الموريتانية من النعمة إلى روصو ثم نواكشوط، ودرس مواد العلوم الطبيعية والتاريخ والجغرافيا والإنجليزية.

محبة وشهرة واسعة

المدون والباحث الموريتاني المقيم في الولايات المتحدة أبو العباس ولد إبراهام كان أحد تلاميذ الراحل، حيث دون عنه قائلا: "درّسني وجيزاً الفلسطيني، مازِن نجاتي، مادّة العلوم الطبيعيّة في إعدادية تفرغ زينة بنواكشوط. وقد حُوِّل عنّا لاحِقاً؛ ولكن بقي بيننا وبينَه تواد وتواقُف، خصوصاً أنّني كنت ألقاه يومياً في الأحياء".

المدون والطبيب الجيلاني ولد عبد الباقي تلميذ هو الآخر للراحل يثني على تعلقه بموريتانيا: "رحم الله أستاذي الفلسطيني مولدا الموريتاني هوى و سكنا الأستاذ الفاضل مازن نجاتي".

كما وصفه المدون ميني سيديا: "رحل المربي والأستاذ الفاضل الفلسطيني مازن نجاتي الذي تخرج على يديه الكثير والكثير من أبناء الوطن فلقد قضى حياته بعيدا عن وطنه مدرسا في بلادنا".

بكاء مدوني موريتانيا على الراحل مازن نجاتي عكس محبة شديدة للرجل في مختلف الأوساط، فضلا عن شهرته الواسعة بحكم تعدد الأجيال التي احتك بها والمدن التي درّس فيها طيلة مسيرته الحافلة.

وتؤكد شهادات من احتكوا بمازن حبه لموريتانيا وأهلها، وهو ما ظل يؤكده بعمله في التعليم وفي أحاديثه مع الناس ومقابلاته الصحفية.

مسار من التضخيات

يروي مازن نجاتي في مقابلة معه بثتها قناة الجزيرة مباشر قبل سنوات كيف فوجئ بالأوضاع في موريتانيا مع وصوله إليها، ويضيف أنه قرر بعد فترة من العمل في التجارة أن يعمل في قطاع التعليم ليخدم هذا البلد الذي يقيم فيه.

ورغم تضحياته ومقامه نحو خمسين عاما في موريتانيا، رحل نجاتي دون أن يحمل الجنسية الموريتانية، ما دفع العديد من المدونين إلى اعتبار ما حصل معه "غير لائق".

الكاتب والمحامي محمد ولد امين تساءل: "لا أعرف لماذا بعض الدول العربية لا تمنح جنسيتها للفلسطينيين حتى ولو عاشوا فيها قرنا كاملا...؟

أعتقد أنه ليس إنسانيا بالمرة ولا أخلاقيا أن يتوفى هذا الرجل دول الحصول على جنسية موريتانيا…!".

أما المدون باب إبراهيم فق وصف نجاتي قائلا: "خدم وطننا من موقع المعلم والأستاذ حوالي 50 سنة، ولم يمن ولم يختمها باحمار بلغة أهل السيك ».

وأضاف ولد إبراهيم: "اللهم إنه أقبل إليك بنكبته وتشرده وإهمال وطن آخر أعطاه عز حياته وأعز ما يملك وهو جحود لا يعترف لمثله بالفضل".