أثار سماح السلطات الأمنية في موريتانيا للشيخ الفخامة ولد الشيخ سيديا بالعبور من نواكشوط إلى بتلميت رفقة عدد من تلامذته، ضجة كبيرة على فيسبوك موريتانيا خلال الساعات الأخيرة.
ووصل مساء الجمعة الماضي الشيخ الفخامة وبرفقته سيارات تضم عددا من أتباعه، إلى قرية البلد الأمين، التي أسسها خلال النصف الأول من العقد الماضي.
ومنتصف مايو الجاري أعلن وزير الداخلية عن إسناد مهمة تشديد إغلاق نواكشوط للجيش الوطني، بعد تسجيل حالات عدوى مجتمعية من فيروس كورونا داخل عدد من أحياء العاصمة، في وقت أكد وزير الصحة أن الجيش لن يتهاون مع أي محاولة دخول أو خروج، حتى لا ينتقل العدوى إلى أوسع نطاق في الداخل الموريتاني.
كورونا لا يميز.. وكذلك يجب أن يكون القانون
واعتبرت بعض مناشير فيسبوك أن "القانون يجب أن يطبق على الوجهاء والنافذين قبل العامة، وخرقه من طرف شيخ أو وجيه أو نافذ عمل غير مقبول ولا مبرر له، فكورونا لا يميز بين عمامة وجيه وحذاء عامي".
وسطر الكاتب حبيب الله ولد أحمد: "وجيه لا يعرف أن الوقاية من الوباء تعني عدم دخول بلدة مصابة أو الخروج منها، ينبغي إعادة النظر في وجاهته، فنحن تحت وباء وابتلاء وكل شخص يمكنه نقل واستقبال الفيروس، الذي لا يؤمن بالتراتبية الاجتماعية ولا حتى العسكرية".
وتساءل المدون سيدي ولد اكماش: " لماذا سلطة الدولة ضعيفة أمام سلطة المشايخ والقبائل؟!".
وذهب المدون محمد ولد اباه إلى أبعد من ذلك، حيث طالب الأمن باعتقال الشيخ الفخامة ورفقته، ومحاسبتهم أمام القانون، كما حدث مع متسللين خلال الأيام والأسابيع الماضي، مردفا: "القانون فوق الجميع ولا أحد فوق القانون".
ردود مضادة...
وسارع عدد من النشطاء على الفيسبوك إلى الدفاع عن الشيخ الفخامة، واستشفاع الأعذار له، حيث اعتبر المدون إسماعيل ولد يعقوب ولد الشيخ سيديا أن "تراخيص العبور أو المرور بين المدن للخصوصيين في أجواء عزل الولايات هي إجراءات تقديرية من حق السلطات العمومية الأمنية والصحية وحتى الإعلامية والتجارية، فثمة مواكب الجنائز وذوو الأمراض المزمنة وأصحاب المهام الخيرية وقادة الرأي الذين يساعدون الدولة في تخفيف وطأة الأزمة، بنشر الوعي وتوزيع المؤونة وغيرها من الأنشطة، فالدولة وحدها لا يمكن أن تسد فراغ المواطنين آنفي الذكر، لأنها بدونهم لا معنى لإجراءاتها أصلا.
وأضاف ولد الشيخ سيديا: "لا أعتقد أن عزل شيخ محظرة يعيل مئات التلاميذ الصائمين المعزولين عن ذويهم وغريبي الأوطان في معظمهم، بعد أن قدم إلى نواكشوط لعلاج أحدهم، وتركه يضع طعامهم ودواءهم وملابس عيدهم في مقر إقامته، ويطالب باللحاق بقريته منذ شهر؛ أمر حصيف، وليس التنديد بمروره وموكبه المتباعد بعد أن اتخذ الإجراءات الاحترازية المطلوبة؛ بطولة".
من هو الشيخ الفخامة..؟
ظهر الشيخ الفخامة ولد الشيخ سيديا على الواجهة الإعلامية خلال المأمورية الثانية للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، بصفته شيخ تصوف وناشط سياسي، حيث أعلن عن دعمه لجميع مواقف الرئيس السابق، وظهر بقوة في مناسبات سياسية داعمة للرجل، خاصة خلال حملة التعديلات الدستورية.
ويأوي ولد الشيخ سيديا مئات الطلاب في محظرته في قرية البلد الأمين، وقد استقطب خلال السنوات الثلاثة الماضية قريض عشرات الشعراء.
يمتلك الشيخ الفخامة علاقات بعدد من أفراد المؤسسة العسكرية، وله علاقات ببعض السياسيين والوجهاء في البلاد، في حين تشهد العلاقة بينه وسياسيي مقاطعة بتلميت توترات تتجدد مع كل موسم سياسي.
يعمل في تكنت منذ 2014 صانع محتوى رقمي ومسؤول التغطيات في الموقع