من أجل العيد... تسللوا لذويهم رغم قبضة الجيش ورهاب الوباء

تمكن العشرات خلال اليومين الأخيرين من التسلل من العاصمة نواكشوط إلى المدن المجاورة في ولاية اترارزة، وذلك وفق ما أكد مراسلو موقع تكنت صباح اليوم في المذرذرة وواد الناقة.

ورغم إسناد مهمة إحكام الإغلاق على نواكشوط للجيش الوطني، خلال الأسبوع الماضي، إلا أن عددا من المواطنين تمكنوا من الخروج من العاصمة وقضاء عيد الفطر مع ذويهم في تكنت والمذرذرة وواد الناقة وبتلميت على وجه الخصوص.

بين التكتم.. والإبلاغ

لقد وصل "م..س..ي.." مساء أمس إلى مدينة المذرذرة، متسللا من نواكشوط رفقة صديق له يعمل في قطاع الحرس الوطني، وذلك لمشاركة ذويه أجواء عيد الفطر المبارك، بعيدا عن نواكشوط التي يعيش سكانها على وقع أزيز صفارات سيارات الإسعاف، بعد تسجيل حالات مجتمعية من فيروس كورونا.

م..س..ي.. أظهر بعض أفراد عائلته نوعا من التحفظ من مخالطته، فقد يكون حاملا جيدا للوباء، ويتسبب في عدوى مجتمعية في المدينة التي تضم أكثر من 6000 نسمة، ويعاني مركزها الصحي من ضعف البنى التحتية ونقص التجهيزات الطبية اللازمة.

البعض الآخر من أفراد عائلة المتسلل لا يبالي بشأن مجالسته واحتساء كاسات الشاي معه في أول صباحات عيد الفطر المبارك. إنه يروي لهم سهولة خروجه من نواكشوط، بعد تداول نشطاء فيسبوك لشائعات تؤكد ثبوت رؤية هلال شوال.

من جهة أخرى يقول سيدي ولد الميداح وهو ناشط في المجتمع المدني في المذرذرة، إن سيارات النقل نجحت في إدخال عدد من الأشخاص إلى المدينة يوم أمس الخميس، قادمين من نواكشوط.

ويؤكد ولد الميداح الذي كان يتحدث لمراسل موقع تكنت أن كل شخص تكلف مبلغ 35000 أوقية قديمة، مقابل عملية التسلل من نواكشوط إلى المذرذرة. وقد قاموا كنشطاء شباب بإبلاغ الدرك عن بعض هذه الحالات.

في تكنت...

وفي قرية ل..د.. التابعة لبلدية تكنت وصل فجر اليوم ستة شباب من نواكشوط، ولوحظ وجود آخرين في المدينة، أغلبهم تمكن من الخروج ليل البارحة ومساء أمس، رغم تداول فيديوهات تظهر نجاح الجيش في ضبط متسللين على المشارف الجنوبية لنواكشوط.

وبعيد إعلان الداخلية متصف الشهر الجاري تكليف الجيش بإحكام إغلاق العاصمة، ارتفع تدفق المسافرين من وإلى نواكشوط عبر المحور الجنوبي، قبل تولي الجيش للمهمة بساعات قليلة.

طريق الأمل.. إغراء عائدات التهريب

وعلى مستوى مقاطعتي واد الناقة وبتلميت لوحظ دخول عدد من الأشخاص خلال 48 ساعة الماضية، أغلبهم يقطن في قرى ريفية، وفقا لما نقل مراسل موقع تكنت.

ويقول محمد ولد إبراهيم، وهو ناشط شبابي في مدينة واد الناقة، "إن قرار حظر التنقل بين المدن الداخلية منذ مارس الماضي لمنع تفشي العدوى الفيروسية، شكل فرصة لعدد من السائقين للنشاط في مجال التهريب، لما يحقق من أرباح مغرية".

 ويتحدث موسى ولد البخاري من بتلميت عن تكلف عائلته مبلغ 50 ألف أوقية قديمة لنقلهم من أحد أحياء عاصمة المقاطعة إلى مدينة نواكشوط، بعد ارتفاع درجات الحر، خلال الأسبوع الأول من رمضان.

ويقول ولد البخاري: "لقد لا حظنا تساهلا كبيرا حول قرار حظر التنقل، وكنا نفضل قضاء رمضان في نواكشوط، وقد نجحنا في ذلك رغم التكاليف الباهظة".

إغلاق نواكشوط.. 

لقد أسندت مهمة منع عمليات التسلل عبر المنافذ والمسالك والجيوب الطبيعية حول نواكشوط للجيش الوطني، وهي الخطوة التي لاقت ترحيبا من طرف العديد من نشطاء التواصل الاجتماعي، ورأوا فيها إقرارا رسميا بفشل الشرطة والدرك في وقف نزيف التسلل من وإلى نواكشوط.

وتتحدث تقارير وزارة الصحة أن الحالات المكتشفة في الولايات الداخلية تعود نسبة كبيرة منها لمخالطين احتكوا بذويهم في نواكشوط، ثم تمكنوا من التنقل إلى الداخل.

فهل سيفشل الجيش هذه المرة في إحكام القبضة على منافذ عاصمة البلاد؟ أم أن الحظر بين المدن لم يعد له أهمية كبيرة بعد تفشي الوباء على نطاق وطني واسع؟

آخر تحديث: 23-05-2020 | 13:19

حرره

الرجاله ولد بياني

قسم الأخبار

قصص ذات صلة

الجيش الموريتاني يعترض عنصرا مسلحا شرق البلاد

وزير الدفاع: عدد الضباط الأعلون أصبح في موريتانيا يفوق الحاجات

الجيش يعلن وفاة ثلاثة من عناصره خلال الأيام الأخيرة

فيديو الأسبوع