تتزاحم الكتب على الفضاء الإفتراضي وتئط بها رفوف المكتبات ،وتنساب لتغمر كل المصبات، في فيضانات فكرية وروحية لوثت الذائقة و اغرقت الفكر، لكن بضعة كتب في عالمنا المعاصر نحت بإتجاه منهج علمي رصين.
ويْ ألا ينحو غيرها ذات النحو شبرا بشبر وذراعا بذراع وباعا بباع؟؟؟!!!!
وفي ذات السياق ففي كتاب تحقيق العبودية لله رب العالمين استوقفني انتهاج مؤلفه الشيخ الرضا نهجا يقارب منهج البحث العلمي بل يسدد دون أن يتموقع أو يُسفر عن رأي مسبق أويقفز على مقدمة، محترما التسلسل المنطقي ولكرونولوجي في عزوه الأمين وعرضه الشيق موفرا الأدلة الدامغة رجحانا وثبوتا وقطعية، دون أن ينتصر لطريقة معينة عاصما عمله من الخطل، مستعصما بتوفير الأدلة والركون إلى أقواها، وقد برع الشيخ في المزاوجة بين الإستدلال والإستقراء في مهمة طبعها التجرد والحياد فيما "يحاد" فيه والإنتصار لما يجب أن ينتصرله حتى ولو كان يخالف أدبيات البيئة وفلسفتها العاطفية في تعاطيها مع أمور تفرمل صيرورة تحقيق هذه العبوديةلله أحيانا وعن حسن نية، ففي مبحث حكم العمل بالإلهام والتوسم والفراسة والتحديث ...
ودخول الإلهام على خط الخلاف بين معتبريه وشانئيهم لا من حيث هو فكريا أو فلسفيا كجزء من الإبداع بل من حيث هو علم لدني يُلقى في الرّوع فيضاً...
ولعل اختيار المؤلف للرباعية السابق ذكرها لم يأت اعتباطا بل لتداخلها الدلالي وتأثيرها في التشريع، ولن أنهككم بحشفي وسوءِ كيلتي فهاكموها عجوة هانئة مريئة من ميراث بيت لم يُورث إلا ما ينفع الناس من العلم والعمل به، هاكموها غضة طرية كما رواها واستعرضها الشيخ -حفظه الله- فنعمّا هي من ميرة ونعمٌا هو من ازدياد كيل بعير!
هاشتاك الشيخ الرضى
قسم تحرير الأخبار وصناعة المحتوى