هل يكون كورونا فرصة لتصحيح أخطائنا في حق وطننا ؟

سيكون وباء الكورونا فرصة عظيمة لذوي الألباب؛ للتأمل في سيرورة الإنسان المفرد والإنسانية جمعاء؛ ومدى ضعف الإنسان أمام ما يخبئه القدر بالمعنى الايماني؛ وما تخبئ له الطبيعة بالمعنى الوجودي؛ رغم أن هذا الأنسان استخلف في الأرض ليعمرها؛ مسلحا بالعقل والإرادة؛ لتجاوز المحن والمصاعب؛ وقد أثبت عبر التاريخ استطاعته على فعل ذلك؛

لكن في كل حظة يعتقد فيها الإنسان؛ أنه أخضع الطبيعة وسيطر على مصادر التهديد فيها؛ تفاجئه الطبيعة؛ أن القدر ما زال يخبيء له؛ ما يتجاوز عقله وقدراته.

وما وباء الكورونا إلا إحدى تلك المفاجآت؛ التي أظهرت عجز الإنسان وضعفه أمام هذه الأزمة؛ يستوي في ذلك الغني والفقير؛ القوي والضعيف.

لكن الفرق يظهر فقط؛ في تفاوت قدرات الأمم والشعوب؛ ومدى قدرتها على الصمود؛ وكذلك في مدى وعيها وكيف تتصرف في مواجهة الأخطار؛ وقدرتها على التكيف مع الأزمات التي تحيق بها.

ورغم أن أزمة وباء الكورونا ما زالت في بداياتها ولم تعرف بعد المآلات التي ستؤدي إليها؛ فإن المؤكد أن الشعوب التي تتسلح بالعلم وتمتلك مؤسسات قوية وتأكل مما تنتج ستكون أقدر على الصمود؛ ومؤهلة أكثر من غيرها للخروج بأقل الخسائر .

وهو ما يفرض على الذين يتصدون للشأن العام في موريتانيا؛ أخذ العبر والدروس من هذه الأزمة؛ بتصحيح أوضاع بلدنا؛ من خلال:

التركيز على التعليم والبحث العلمي؛ بوصفهما؛ اداوات النهوض والتطور وفي نفس الوقت المحافظة على البقاء في أوقات الشدة والأزمات.

أن بناء المؤسسات القوية للدولة؛ هو السبيل الوحيد القادر على مواجهة الأزمات؛ و هو المعول عليه في المحافظة على إستمرار الدولة وقت اندلاع تلك الأزمات .

أن بناء نظام صحي متطور؛ هو القادر على مواجهة المخاطر؛ في هذا النوع من الأزمات ذات الطابع العالمي.

أن الاكتفاء الذاتي في المجال الغذائي؛ يدخل في صميم الأمن القومي؛ لأن الأزمة الحالية؛ إذا طالت؛ فإن الشعوب؛ التي تعتمد على غيرها في المجال الغذائي؛ محكوم عليها بالفناء.

وفي الختام؛

هل يستفيد من أفسد الحياة العامة وبذر ثروات بلدنا وشعبنا؛ من هذه الأزمة؛ بعد أن أصبح؛ لا يجد مكانا يأويه إلا موريتانيا ؟

وهل نتعظ جميعا من الفرص التي ضعينا على بلدنا خلال العقود الماضية؛ ونعرف أن الفرص لا تعوض بالنسبة للدول والشعوب ؟

وهل نستفيد بعض الدروس والعبر؛ وفي مقدمتها؛ أنه في حالة الأزمات؛ لا وطن يحمينا إلا موريتانيا؛ وأن تحصينها والإستثمار في تطويرها؛ ينبغي أن يكون أولوية الجميع ؟

 

نقلا عن صفحة الكاتب: Didi Ould Saleck

آخر تحديث: 22-03-2020 | 16:05

هاشتاك كورونا

شارك

حرره

عبد الله الخليل

قسم تحرير الأخبار وصناعة المحتوى

قصص ذات صلة

نواكشوط: منظمة الصحة العالمية تكرم رئيس الجمهورية

موريتانيا: إلغاء جميع قيود كورونا المتعلقة بالمسافرين من وإلى البلاد

موريتانيا: ظهور متحور "شديد الانتشار" من فيروس كورونا

فيديو الأسبوع