من المعروف لدى علماء الجغرافيا أن مدينة تكنت تقبع فوق بحيرة جوفية تعد الأكبر من نوعها في منطقة اترارزة هذا بالإضافة إلى وجودها على شاطئ المحيط الأطلسي،فهي مدينة شاطئية تماما كانواكشوط وانواذيبو
ورغم موقعها الجغرافي المتميز ونموها الديمغرافي المتسارع لم يشفع لها ذلك عند حكام البلد المتعاقبين فغاب التخطيط مفسحا المجال أمام التقري العشوائي الذي شوه ملامح المدينة الفتية، كما غاب جل الخدمات الضرورية فالصحة في المدينة تعاني الأمرين والتعليم وصل إلى أدنى مستوياته في السنوات الماضية حتى أن مدينة بحجم تكنت وتاريخها الثقافي الضارب في القدم يعجز طلاب ثانويتها عن النجاح في باكالوريا الآداب ولو عن طريق الدورة التكميلية!
هذا طبعا بالإضافة إلى أزمة المياه التي ظلت المدينة تعانيها منذ نشأتها حيث كانت تعتمد على بحيرة احسي المختار التي أصبحت عاجزة عن توفير المياه لكافة سكان المدينة بعد النمو السكاني الكبير الذي شهدته في العشرية الماضية ورغم محاولات المجالس البلدية المتعاقبة على المدينة ظلت أزمة العطش هذه عصية على الحل ربما لضعف الإرادة أو لعجز سلطات المدينة عن وجود حل نهائي لها
وعموما فقد شكلت زيارة وزيرة المياه الناهه منت مكناس للمدينة قبل أسابيع بريق أمل طالما اشرأبت إليه نفوس سكان المدينة ورأى بعضهم في هذه الزيارة التفقدية حلا سحريا لأكبر مشكلة أرقتهم لسنوات، لكن الغبار انقشع عن عكس ذلك تماما فاقتفت منت مكناس آثار عرقوب وعادت المدينة لتعايش العطش مجددا فمنذ قرابة الأسبوع وأغلب سكان المدينة يلجئون إلى أصحاب الحمير والعربات لتوفير شربة ماء!
ومع ذلك يغيب أطر تكنت مجددا متجاهلين صيحات فقراء وأرامل تكنت الذين طالما تسلقوا على ظهورهم للمناصب والامتيازات! لكن لسوء حظهم هذه الأزمة لاتتصادف عادة مع فترة الانتخابات التي ينشط فيها أباطرة شراء الذمم كما أن شعب تكنت- للأسف الشديد- مثقوب الذاكرة فقل أن يتذكر في مواسم الاستجداء السياسي أن له مشاكل ينبغي لمن يرغب في أصواته أن يسعى لوضع حد لها.
هاشتاك أزمات العطش
محرر أخبار ومنتج محتوى رقمي في موقع تكنت