عندما إتصلت بأخي وصديقي عبد الله الخليل " رئيس تحرير مدونة تكند" مساء الجمعة لأطمئن علي صحة الوالد محمد سعيد ولد بدى "الدي" رحمه الله وقال لي أن حالته الصحية حرجة وعزاني فيه ضمنيا، تذكرت عندها حديث رسول الله عليه وسلم (ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر).



لم تفارق الشهادة وذكر الله لسان الوالد حتي وفاته وقد صح عن الرسول صلي الله عليه وسلم: (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة)



وكان خير الناس و أنفعهم للناس وقد صح عن الرسول صلي الله صلي الله عليه وسلم (خير الناس أنفعهم للناس )



كان محمد سعيد رحمه الله أبا حنونا للصغير ... وإبنا بارا للكبير ... وأخا عطوفا للجميع.



وكان يمكنه رحمه ىالله أن يوصل لك حبه الصادق بمجرد أن تحتضن يده الحنون يدك.



وكان ناصحا أمينا خبيرا في طرق النصح وأساليبه، تستمتع معه بالنصيحة حيث يغلفها لك بقصص من التاريخ فتصلك الرسالة والإفادة من دون أن تشعر بالحرج.



كان محمد سعيد شخصا إستثنائيا يصعب نسيانه، يحمل أخلاقا عالية وطيبة نادرة وشهامة يصعب تكرارها ... " وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ"



نحسبه والله حسيبه.



ستشعر قرية المبروك بيتم كبير فالوالد كان إبنا بارا لها، خدم أهلها وحافظ علي وجودها في 30 عاما الماضية خصوصا في سنوات الجفاف وبعدها، و كان منزله عنوانا دائما لإكرام الضيف وعابر السبيل.



أعزيى أخي وصديقي عبد الله ولد محمد سعيد "عبد الله الخليل" وبقية الأسرة الكريمة و أوصيهم ونفسي بالصبر وأن نتذكر قوله تعالي :

(( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ.))



اصبر نكن بك صابرين فإنما *** صَبْرُ الرعيةِ عند صَبْرِ الراسِ



خيرٌ مِنَ العباسِ صبرُك بعدَه *** واللهُ خيرٌ منك للعباسِ



.. والله خير منا لـ محمد سعيد ... والله خير منا لـ محمد سعيد .



سقت جدثا سكنه جثمانه الطاهر زخات غيث الرحمة الهتون الهطل وإنا لله وإنا إليه راجعون.



اللهــــم .. يا حنَّان ، يا منَّان ، يا واسع الغفران ، اغفر له و ارحمه ، و عافه و اعف عنه ،

و أكرم نزله ، و وسع مدخله ، و اغسله بالماء و الثلج و البرد ، و نقِّه من الذنوب

و الخطايا كما ينقَّى الثوب الأبيض من الدنس



اللهــــم .. أبدله داراً خيراً من داره ، و أهلاً خيراً من أهله ،

و أدخله الجنة و أعذه من عذاب القبر و من عذاب النار



اللهــــم .. عامله بما أنت أهله ، و لا تعامله بما هو أهله



اللهــــم .. اجزه عن الاحسان احساناً ، و عن الإساءة عفواً و غفراناً



اللهــــم .. إن كان محسنا فزد في حسناته ، و إن كان مسيئا فتجاوز عنه يارب العالمين



اللهــــم .. آنسه في وحدته ، و آنسه في وحشته ، و آنسه في غربته



اللهــــم .. أنزله منزلاً مباركاً و أنت خير المنزلين



اللهــــم .. أنزله منازل الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقاً



اللهــــم .. اجعل قبره روضة من رياض الجنة ، و لا تجعله حفرة من حفر النار



اللهــــم .. افسح له في قبره مد بصره ، و افرش قبره من فراش الجنة



ربنا و تقبل دعــــائنــآإ .. آللهم آمين.



----

باب ولد الدي 

مدون وناشط علي الشبكات الاجتماعية



*المقطع الشعري للشاعر عبد الرحمن يوسف القرضاوي في رثاء د. عبد الوهاب المسيري رحمه الله.