في التعريف التقليدي التراثي يعني مفهوم الولاء والبراء ، الولاء للمسلمين والبراء من الكفار، حسب هذا التعريف أنت كمسلم عندما تذهب إلى دولة غير مسلمة يجب عليك انت تبغض أو تحمل في قلبك بغضا لأهل تلك الدولة لأنهم ليسوا "مسلمين ".
؟ فماهو البراء وماهوالكفر؟ وماهو الولاء؟
لنبدأ بالبراء، البراء هو التبرأ من الكفر وأهله.
لكن ماهو الكفر ؟
الكفر هو موقف عدائي علني من شيء ما والكفر بالله هو اتخاذ موقف عدائي علني من الله ودينه، يعني يشترط في الكفر الإعلان عن الموقف ومعاداته فمن لم يعلن عن موقفه المعارض ولم يعادي فليس كافرا.
والكفر مراحل تبدأ مرحلته الأولى بموقف الرفض العلني، أما المرحلة الثانية فهي منع الطرف الآخر من التعبير عن رأيه، والمرحلة الثالثة تكون بالقتال، ولا يجوز لك مقاتلة الكافر حتى يبدأ قتالك.
قال تعالى {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ}.
المحادة هنا هي الكفر أي الموقف العدائي العلني فأمرنا الله أن لا نواد من أعلن عدائه العلني لله ورسوله ودينه واتخذ موقفا عدائيا ، أما من لم لا يتبع الملة المحمدية ولم يتخذ موقف علني عدائي فهو ليس كافرا، فمواطنوا فرنسا من منهم لم يتخذ موقفا عدائيا علنيا من الله ودينه فليس كافرا بالله ودينه.
وانت قد تتبرأ من أفعال الشخص دون أن تخلق معه موقفا عدائيا، فمثلا لو قام شخص في دولة اروبية انت تقيم فيها بالإساءة إلى رسول الله (ص)، فأنت يجب عليك التبرأ من أقواله التي قالها وليس من الشخص نفسه فأنت هنا تقول أنا بريء من اقوال هذا الشخص دون أن تخلق عداء معه، أو تنتقم منه، فهذا لا يلزمك فمن اتخذ موقفا عدائيا بالقول فقط يجب أن تتبرأ منه فقط، أما قتاله فلا يجب عليك إلا عندما يقاتلك.
والحرب لا تكون إلا بين كفار فالكفر كما ذكرت سابقا هو موقف عدائي علني من شيء ما فانت تحارب شخص حرابك لأنه كفر بك وانت تحاربه _إذا وصلنا لمرحلة القتال_ لأنه كفر بك وقاتلك، فالحرب لا تكون إلا بين كفار يكفر بعضهم ببعض
الولاء : ولائك لدينك لا يتعارض مع ولائك للدولة التي تقيم فيها وخصوصا إذا كانت غير مسلمة، فأنت من الناحية القومية كعربي ولائك للغة العربية ومن ناحية الملة فولائك للأمة الإسلامية ، ومن حيث القانون ولائك لقانون الدولة التي تعيش فيها، وسلطة الدين تبدأ عندما تنتهي سلطة القانون، فجارك عندما تخرج من قربه ولا تسلم عليه، القانون لن يسحابك على ذلك، لأن سلطته لا تتضمن هذا ، لكن الدين يأمرك بإلقاء السلام عليه.
محمد عبدالله كاتب وباحث
محرر أخبار وصانع محتوى تفاعلي بتكنت منذ مايو 2024