بقلم الحافظ ولد عبد الله
حملت التعيينات الأخيرة بشبكة إذاعة موريتانيا عدة رسائل، يمكن تلخيص بعضها في النقاط التالية:
1 - إشراك المتعاونين من خلال تعيينهم في مناصب مهمة
الرسالة الأولى هنا خارجية، وتقدم الإذاعة كجزء من توجه عام لدى السلطات القائمة في البلد، يركز على إيجاد حلحلة مختلف المظالم وإنصاف أصحابها، أما الرسالة الثانية فكانت داخلية موجهة للمتعاونين، ليس فقط في الإذاعة، وإنما في مختلف مؤسسات الإعلام العمومي (الإذاعة – الوكالة – الموريتانية)، وكان مفادها واضح أن تضحيات هؤلاء وتفانيهم في العمل وإخلاصهم لمؤسساتهم لن يقابل ككل مرة بالإقصاء والحرمان، بل سيكون الحجر الأساس لبناء نهضة إعلامية جديدة يحتاجها البلد الآن أكثر من أي وقت آخر.
2- تعيين الشباب في الهيكلة الإدارية الجديدة
لقد شكلت (شيخوخة المناصب) داخل الجسم العمومي أحد أبرز عوامل التخلف عن الركب طيلة الفترات الماضية، ويزداد الموضوع قوة حين يتعلق الأمر بمنظومة إعلامية تسير بسرعة نحو التطور والاستفادة قدر الإمكان من التكنلوجيا ووسائط الاتصال الحديثة، وهو ما يستدعي على عجل مراجعة نوعية المصادر البشرية واختصاصاتها، ومن الأكيد أن للشباب حظوتهم في هذا المجال، وهم الأجدر.
3- الاحتفاظ بالأجدر والأكثر مهنية
حافظت التشكلة الجديدة على شخصيات مهمة وأسماء كبيرة داخل الإذاعة، وعكست نوعا من التقييم الدقيق للمصادر البشرية داخل المؤسسة، خصوصا حين يتعلق الأمر بالأخبار بإداروتها وورشها المتخصصة، والإدارة المالية وورش إصلاح المصادر البشرية، ومركز الإعلام والبث المباشر، والإدارة الإدارية، والفنية، والإنتاج والبرامج، ومجلس التحرير والإنتاج، وإذاعة القرآن الكريم والشباب والمجتمع المدني، والإذاعة الثقافية.
لقد أكدت الهيكلة الجديدة ضمن هذه الإدارات والمصالح أن المرحلة القادمة ستكون الأولوية فيها للنهوض بالمؤسسة على مختلف المستويات وتمكينها من أداء رسالتها على الوجه الأكمل.
4- المحطات الجهوية
أغلب المحطات الجهوية لإذاعة موريتانيا داخل البلاد تم تدشينها في عهد الإدارة الحالية سواء تعلق الأمر بالفترة ماقبل مايو 2016 أو الفترة الحالية، لذلك تدرك الإدارة أهمية هذه المحطات ودورها المحوري في العملية التنموية وتقريب الخدمة العمومية من المواطنين، أمر تعكسه التعيينات التي جرت اليوم.
تمت خلال هذه التعيينات الموازنة بين ضرورة ضخ دماء جديدة، نذكر من ذلك التعيينات على مستوى النعمة وباسكنو وأكجوجت ومقامة إلخ، وضرورة الحفاظ على كفاءات قادرة على التغيير والمواكبة في نواذيبو وازويرات وتجكجة وروصو إلخ..
5- المجالس وورش التحرير والإنتاج
لقد شكل إنشاء هذه المجالس في الأصل استجابة لدعوات قديمة متجددة بضرورة التنسيق بين مختلف شبكات الإذاعة وإداراتها ومصالحها المختلفة وخلق ساحة للتفكير والإبداع، وهو أمر يتعزز اليوم أكثر من أي وقت آخر، خصوصا عندما ننظر إلى طبيعة تشكلة هذه المجالس في الهيكلة الجديدة والتي مكنت من إدماج مختلف التخصصات داخل المؤسسة، الأمر الذي سيكون له كبير الأثر من خلال التقييم المستمر للعمل من أجل تطويره.
إن المتتبع لنتائج الاجتماع الأخير الذي عقد برئاسة المدير العام حول عمل الإذاعة في ظل الموجة الثانية من فيروس كورونا، والذي ضم مختلف عناصر الإنتاج والتحرير وطبيعة التوصيات التي صدرت عن هذا الاجتماع يدرك أهمية هذا النوع من المجالس ودوره الكبير خلق ساحة للتفكير للنهوض بعمل المؤسسة.
ختاما أتمنى من كل قلبي التوفيق لمن تم اختيارهم ضمن الهيكلة الجديدة، وكل عام وإذاعة موريتانيا رائدة إعلام الجمهورية الإسلامية الموريتانية.
هاشتاك إذاعة موريتانيا تعيينات
قسم تحرير الأخبار وترجمة المحتوى