كان الباص في طريقه من أبوظبي للعين ، يجلس بجانبي لبنانيون وأردنيون و شباب من بلدان عربية مختلفة ، وقفت شابة دون الثلاثين بملابس سوداء وقالت نحن الآن في طريقنا للقاء MBZ ، صفق كل من في الباص ، نحن على عتبة دخول التاريخ ، أحد أقوى رجال الشرق الأوسط والعرب والعالم ، كموريتاني فرحت باللقاء ، لكن انقبض صدري ، فكرت مليا في استغلال الدقيقة الممنوحة مع سيد الشرق الأوسط ، هل أحدثه عن قريتي الريفية ، هل أطلب فك عزلتها أم أطلب توفير الكهرباء ، خالجتني كل تلك الطلبات دون التفكير في منفعة آنية لي ، قطع تفكيري توقف الباص أمام حائط تحيط به العساكر .
الإماراتيون لطيفون بملابسهم المدنية ، لاترى تلك النياشين المزعجة ، يقف الجنرال قربك وهو يلبس الزي الخليجي ، توقف الباص للحظات وانطلق وسط حديقة غناء ، الأشجار في كل جانب ، تشقها أخاديد مائية، أعرشة النخيل تتدلى ،راسمة صورة قريبة للجنة ، بعد سفر وسط هذا الجمال ، نزل سرب من الطائرات الصغيرة ، طلبوا منا عدم تصوير المشهد ، نزل رجال بيض تعبث الريح بأشمغتهم ، في مشهد يعيد للقادم من حضن الصحراء كيف تعبث الرياح بالدراريع في مؤخرة سيارات النقل ، بعد وصولنا القصر ، وجهت لنا التعليمات ، لا تتحدثوا عن أشياء غير مطلوبة ، يمنع التسول أو توجيه طلبات للشيخ ، انتبهوا للبرتوكول ، لاتخرجوا من الطابور ، يمنع التصوير ، سنبعث لكم بصوركم .
وقفنا في طابور طويل وسط ساحة كبيرة مليئة بالكراسي ، يجلس عليها شيوخ يشربون القهوة العربية ، كان يفصلني 23 شخصا عن السلام على بن زايد ، كلما تقدم أحد رفاقي المائة ضمن برنامج للقيادات الإعلامية العربية الشابة ، ازدادت نبضات قلبي ، كنت ألبس الزي المحلي ، دراعة بيضاء مطرزة ، تقدمت إليه وجدت أمامي شيخا عربيا طويلا ، استنقصت قامتي ، كان مهابا واثقا ، شد يدي بقوة وقال "أنت موريتاني ؟ قلت نعم قال من أي منطقة قلت من الجنوب منطقة اسمها النباغية ، قال كيف حال أهلك وعائلتك ، قلت كل شي تمام ، حدثته قليلا وأطلقت يده..
عدت أدراجي وأرجلي ترتجف نسيت كهرباء القرية وربطها بالمدينة ، نسيت كل هذا ركبت الباص وغادرت مع زملائي ، كان يوما شاقا وطويلا ، في المقابلة القادمة سأحدثه بثقة بعد كسر حاجز الصدمة الأولى.
الإعلامي/ موسى محمدي
هاشتاك الإمارات
قسم تحرير الأخبار وصناعة المحتوى