في إحدى الغرف المخصصة لحجز المصابين بفيروس كورونا في الحي الجامعي شمال نواكشوط، تمضي أندي منت أشوي (27 سنة)، معظم وقتها في الدردشة مع أفراد العائلة وتصفح جديد الاكتشافات العلمية حول الفيروس القادم من شرق المعمورة نهاية العام 2019.
لقد دخلت اندي إلى غرفة الحجر في الـ20 من مايو الجاري، هي وسيدة ثانية مصابة بالفيروس، ضمن موجة التفشي المجتمعي، الذي عرفته البلاد في النصف الأول من هذا الشهر.
عانت اندي خلال الأيام الأولى بعد تشخيص إصابتها من توتر شديد، فهي تخشى أن يكون للفيروس انعكاسات مستقبلية على صحتها، لكن مع مرور الوقت وتواصل الفرق الطبية التي تزورها، ومن ضمنها خبراء في مجال الفيروسات، باتت أكثر هدوء وتفاؤلا، وهي تأمل أن تخرج قريبا وتعود لنشاطها في مقاطعة دار النعيم، بل وتتمنى عودة الحركة إلى طبيعتها بين الولايات، لتزور أفراد عائلتها في مدينة تكنت 108 كلم جنوب نواكشوط.
الرقم الأخضر يستبعد والمستشفى يؤكد..
تتحدث اندي اشوي لموقع تكنت عن قصة إصابتها التي لم يحدد سبب انتقالها، تقول إنها شعرت منتصف مايو الجاري بحمى شديدة مصحوبة بزكام، وكانت الإصابات يومها في البلاد تشهد بداية ارتفاع غير مسبوق، سبب لدى كثير من الناس رهابا من أي عرض قد يكون طبيعيا، وهو ما جعلها في البداية تترد حول الاتصال بالرقم الأخضر المخصص لحالات الطوارئ (1155)، فقد تكون حمى طبيعية بسبب تحول وضعية الطقس في العاصمة.
بعد أربعة أيام من الحمى والإرهاق ونزلات غير متقطعة من الزكام، اتصلت بالرقم الأخضر، لكن المشرفين عليه أبلغوها أن هذه الأعراض يستبعد مطلقا أن تكون حالة إصابة فيروسية بكورونا.
بعد مرور ساعات فضلت زيارة المستشفى لأن الرقم الأخضر استبعد إصابتها، وهي أيضا لم تغادر المنزل إلا قليلا خلال الأسابيع الأخيرة، ولم يسبق لها مخالطة أي من الحالات المكتشفة في البلاد، فلا مانع لديها من زيارة المستشفى، لأنها لا تحمل حالة قد تكون معدية للمرضى.
في مستشفى الشيخ زايد القريب من الحي الذي تقطنه، اشتبه الأطباء في حالتها، وقاموا بحجزها وأخذ عينات لإجراء فحص عليها، لتتأكد بعد ساعات قليلة إصابتها رسميا.
وجدت اندي اشوي نفسها تحت صدمة، فهي لا تذكر أنها تنقلت كثيرا في الأيام الأخيرة، ولا زارت أي عائلة ولا دخلت أي سوق مكتظ، باستثناء ركوبها لسيارة الأجرة في الأسبوع الماضي ثلاث مرات على الأقل.
بعد تشخيص إصابتها قدم لها الأطباء جرعات تماثلت بعدهم بساعات للشفاء، من الحمى والزكام، وعادت إلى وضعيتها الصحية الطبيعية.
مركز العزل الصحي للمصابين..
ليل العشرين من الشهر الجاري تم نقل اندي رفقة العشرات من المصابين إلى الحي الجامعي، الذي تحول إلى مركز لإيواء المصابين، الذين لا يحملون أية أعراض أو لديهم أعراض بسيطة.
هناك دخلت اندي رفقة مصابة أخرى غرفة تقول إنها "مرْضية"، فهي مجهزة بالأثاث والانترنت والطعام، ويشرف عليها طاقم يبذل جهودا معتبرة إلى حدما، في سبيل وضع المصابين في ظروف حسنة، على الرغم من وجود بعض النواقص التي يجب التغلب عليها. تقول اندي
أندي خلال مقابلتها مع موقع تكنت أشارت إلى أن وضعية مركز الحجر بالحي الجامعي حال قدومها إليه "لم تكن بالشكل السيئ الذي تداولته وسائل التواصل الاجتماعي، حيث كانت التغذية جيدة والغرف غير مزدحمة ويجري تقديم الأدوية بانتظام للمصابين"، أما بخصوص النواقص فهي توجد "على مستوى نظافة الغرف والحمامات، مما يسبب قلقا للمصابين الذين هم في فترة علاج من أجل التغلب على الفيروس".
المخالطين لاندي...
مع اكتشاف إصابة اندي بكورونا شرعت الفرق الطبية التابعة لوزارة الصحة في التعرف على المخالطين لها، والحجر الذاتي عليهم، وغالبيتهم من أفراد العائلة.
بعد يومين من الحجر أخذت عينات مهم، لتظهر جميع النتائج سالبة. لكن الوزارة أكدت على إبقائهم تحت الحجر مدة أسبوعين، قبل فحصهم مجددا.
---
ملاحظة: لقد حاولنا في موقع تكنت الحصول من اندي على صورة شخصية، لكنها فضلت التحفظ على نشر صورها، مؤكدة أن وضعيتها الصحية جيدة، وستكون قريبا مع أفراد عائلتها بحول الله تعالى.
هاشتاك كورونا الحجر الصحي تقارير
مسؤول قسم المقابلات